نداء خوري| امطرتنا الارض على البلاد
الشاعره نداء خوري، ولدت في قريه فسوطه في الجليل، لعائله اصولها من حلب في سوريا. حصلت على جائزة " الكتاب المعلم " 1995 - وزارة المعارف ، وعلى جائزة " التفرغ الإبداعي " 2000 - وزارة الثقافة والعلوم . شاركت في عدة مؤتمرات ومهرجانات دولية للشعر وحقوق الإنسان . هولندا روتردام – أمستردام – فرتسان ايطاليا – جنوب أفريقيا . ناشطة بالفعاليات التربوية والثقافة المحلية . ترجمت قصائدها إلى عدة لغات ، الإنكليزية ، الهولندية ، الفرنسية ، الإيطالية ، الألمانية والعبرية . كُتبت حول إنتاجها عدة دراسات أكاديمية في جامعة القدس تل أبيب وحيفا . والعديد من المقالات والنقد في الصحافة الثقافية محلياً وعربياً وعالمياً .
امطرتنا الارض على البلاد
أمطرتنا الأرضُ على البلاد ورداً بجناحات لو نظرتَ .. ترى كل البلاد ورداً واقفاً يبكي الثرى .
رفرفةٌ .. طيرٌ مذبوح أجنحةٌ مكسرة خاطرٌ مكسور عمرٌ منعوف مذبوحٌ بنصلِ المبخرة .
ترفرفُ البلادُ جناحات محاصرة مخيم مهدوم فصل مقطوع فصيل مزروع بدروب المقبرة .
لو نظرتَ ترى ورداً يغطّ المناقير في التراب وينتفض من لون السواد صوتاً كالغراب
وورداً تخثَّر عطرُهُ ولونه يجري ، كالنهر المذبوح يجري مذبوحاً في عنق الفتى وفي ذات العنق نهر يستحم بالعطش يتلوى من مذابحه ويدمل مجراه من غضب السحاب .
أمطرتنا الأرضُ على البلاد ورداً بجناحات . وانكسر جناحُ اللون توشحوا بالسواد
انكسر جناحُ الصوت صرخوا .. انكسر الخاطر انكسروا ... ومرّوا جنازاتٍ تحملُ الجنازات . وجناح النهار تحاصر ثم تجاسر وانتحر . وأمطرتنا الأرضُ ورداً ووردنا العطش اختنقنا ... من فيوضات البشر .
سِلْنا وماعَتْ ملامحُنا وتغشم العمرُ عنّا أمطرتنا الأرض شربتنا السماء لحنا جنائزياً مكللاً بالفناء .